جريدة الصباح العربي ترحب بالزوار ... أنتم الآن في بيت المدّونين ... هنا الجروب الرسمي للجريدة على الفيس بوك .... لو عاوز تنشر معانا كل اللى عليك تبعت قصتك أو المقالة بتاعتك في رسالة على الميل أنتظرونا قريباً بالأسواق
الجمعة، 24 يوليو 2009

هل فكرت يوماً أن تزور جانب النجوم ... ميسرة الهادي سيأخذنا في زيارة له  

الساعة قاربت على منتصف الليل، ربطنا الأحزمة جيداً، وبدأ المكوك في التحرك نحو الفضاء السرمدي، يقود رحلتنا الكابتن "ميسرة الهادي" الذي تحدث إلينا عن عالمه هذا الذي يقودنا إليه قائلاً : - لقد بدأت أصعد إلى هذا العالم المخيف منذ سنين، وعندها قررت أن أخط بيدي ما رأيته، يا إلهي!!.. أشكالهم مخيفة، منهم الساحر، منهم المستئذب، ومنهم الزومبي... يعيشون كما نعيش، يشعرون بما نشعر، وجدت بينهم السياسي، والفقير، والمتشرد، تشابهوا معنا في كل شيء!!.. "احذروا منهم لأنهم يستعبدون بني البشر".. لا تتركوا أماكنكم في المكوك قد تخطفون، وتكون نهايتكم مجرد عبيد "وراء النجوم".. انتهى "الكابتن" من كلامه وذهب على غرفة القيادة وبدأنا الرحلة ... استمعنا بصوتٍ يشبة صوت الكابتن، يلقى علينا في كبرياء وغرور أشعاراً، سألت من حولي أن من هذا؟، فأجابني صوت آخر: - اصمت يا رجل ودعنا نسمعه إنه كبتننا وقائدنا.. وتعالى الصوت الرخيم:
وكيف لا تعرفني وأنا ابن الشفق؟!
من النهار وُلدت ومن ليل السَحـــر
لي في كل زمانٍ ملحمــــةٌ وعبـق
كأني للتاريخ أنيساً في ليالي السمر
أو نور شمعة أبداً لن تحتــــــــــرق
كوردةٍ ندية خرجت من قلب الحجر
أو سرب طيرٍ هـــــــــــام في الأفق
كدمعة عينٍ تأبى أن تنهمـــــــــــــر
أو نسرٌ جامحٌ في الوديان يختــرق
كشعاع ضوءٍ أقسم ألا ينكســـــــــر
أو كفرس لم يهزم أبداً في ميادين السبق
وصوتي كدقات قلبٍ حُفر على لحاء الشجر
أو صرخة منتصرٍ عدوه انسحـــق
فاسأل عني الشمس أو القمر
أو نجمٌ من السماء قد انبثق
فلربما أخبروك عن سيفٍ أدهمٍ لا يصده إلا القدر
أو عن محبرةٍ أفنت من حسنها أقلاماً... وورق!!
انتهى من أشعاره تلك، وبدأت أشعر برغبة ملحة في العودة إلى الديار، كيف لهذا المجنون أن يصعد بنا الى جانب النجوم؟! بل وماذا سنجد في ذلك العالم المرعب؟!.. كدت أن أتكلم، وأنادي الكابتن ليعيدني إلى الأرض التي أعشقها، ولكن لساني لم يتحرك ولم يصدر عقلي غير أصوات عالية تنادي بالعودة، لكن على أرض الواقع كان المكوك قد وصل إلى رحلته وبدأنا في التجول على جانب النجوم... تُرى ماذا سنرى؟! على قهوة صغيرة أشبه ما تكون بمقاهي "السيدة زينب" كانوا جالسين دعونا نقترب حتى نسمعهم ونرى ماذا يفعلون...
دخل (مطحون) ذلك المقهى وهو يجمع أطرافه المتساقطة محاولاً أن يحتفظ بها كلها، جرَّ قدميه حتى وصل إلى صديقه (محدود الدم)، الجالس يرشف في بطء من كوب ملئ بسائل أحمر أمامه.. تبادلا التحية ثم جلس (مطحون) وأشار إلى الساقي فجاء رجل يرتدي مريلة سوداء وقال: - تطلب إيه حضرتك؟ فكر (مطحون) قليلاً ثم نظر إلى (محدود الدم) وسأله قائلاً:
- هى كوباية الدم الطازة بكام دلوقتي؟ - بنابين ونص..
- يا ليل أبيض!! ده أنا معيش غير ربع ناب.. مط (محدود الدم) شفتيه فبرزت أنيابه المتآكلة، ثم تململ الساقي في ضيق وتنهد وهو يقول:
- انجز ورايا زباين كتير...
- عندك حاجة بربع ناب؟ ابتسم الساقي ساخراً وقال: - ممكن أجيبلك لبانة بطعم اللحمة النية وخلاص.. - يبقى كتر شرك.. انصرف الساقي محنقاً وهو يغمغم: - أنا عارف إيه اللي بيحدف علينا البلاوي دي؟! أنا قلت للمعلم ميت مرة يعلق ورقة يكتب عليها: "ممنوع دخول الزومبي".. بس هو مبيسمعش كلامي..
***
جلس (محدود الدم) يقرأ جريدة (جانب النجوم اليوم)، وأخذ يمصمص بشفتيه متذمراً مرة، ومتعجباً أخرى، فنظر له (مطحون) وقال:
- في حاجة جديدة؟
- اسمع يا سيدي.. بيقولك (السحرة) عملوا اعتصام إمبارح قدام صومعة (السحر)، وكالعادة قوات (فلاد الولاشي) فضت الليلة، وقال إيه: (لوسيفر) طالع يقلك دول قلة مندسة... ضحك الاثنان ثم قال (محدود الدم):
- لا واسمع دي.. بكره في تغيير في الصوامع، أكيد هيغير المغضوب عليهم، بس تراهن على إزازة دم مشبرة مش هيغير (فلاد الولاشي) أبداً..
- أكيد تكسب.. ده هو أساساً اللي مخليه عارف يسيطر، بس سمعت إنه هيغير رئيس المصاصين؟
- آه باين.. بيقولك هيجيب مصاص دماء كان بيدرس في أرض الظلام.. ساد الصمت قليلاً إلا من صوت رشفات (محدود) من كوب الدم أمامه، قبل أن يقول (مطحون):
- ما تطلبنا ورق تاروت نلعبلنا دور كده ولا حاجة.. طوى (محدود) الجريدة وحطها جانباً، ثم نادى على الساقي..
- معندكش ورق تاروت؟ هز الساقي رأسه أن لا...
- طب معندكش دومنه شيطاني؟ - عندي.. بس بخمسين زلوط.. أومأ (محدود) برأسه فذهب الرجل ليحضرها – الدومينو لا رأسه بالطبع – وقبل أن ينطق (مطحون) سمعا صوت صديقهما الثالث (حيِّزَر) الساحر.. ألقى عليهما السلام، ثم جلس جوارها وقال: - ازيكوا يا ملاعين يا ولاد الملاعين؟ (محــدود): - ازيك أنت يا (حيِّزَر)؟ (مطحون): - من ساعة ما نقلت سكنك لجهنم الحمرا وأنت معنتش بتسأل.. (حيِّـــزَر):
- معلش يا ملاعين.. أنتم عارفين بقى الواحد مشغول.. (محــدود): - اللي علي علي يا عم.. قاطعهم مجيء الساقي حاملاً الدومينو فنظر له (حيِّزَر) متأففاً وانتظر حتى وضع ما يحمله ثم قال له:
- هاتلي واحد شيشة عظام بس توصى بالفحم.. أومأ الساقي له وابتعد فغمغم (حيِّزَر):
- يا ما نفسي قنبلة نخاع تنزل على كل البشر دول تحرقهم.. هز صديقيه كتفيهما كأن الأمر لا يعنيهما واستطرد هو: - قريتوا جرايد النهارده؟ أومأ (محدود) برأسه وقال:
- أنتم مش ناويين تبطلوا اعتصامات بقى؟ - مش قبل ما ناخد حقنا.. ده إحنا دمنا بيتصفى في الشغل وأعلى مرتب للواحد فينا تلتمية ناب وشوية زلاليط!! تدخل (مطحون) قائلاً: - أهو أحسن مني يا عم.. ده أنتم تعضوا رقابيكم وش وضهر.. ده أنا بالعافية عارف شكل الناب.. ابتسم (محدود الدم) له مشفقاً ثم استدار لــ(حيِّزَر) وقال في لهفة:
- صحيح يا (حيِّزَر) متعرفش هيعملولنا إيه في الكادر؟ - مش عارف يا (محدود) يا أخويا.. بس أدينا منتظرين تغيير الصوامع الجديد يمكن يبقى في حاجة جديدة..
- يا عم بلا نيلة.. وحياة تعابين رأس ميدوسا لو مخدنا الكادر ده لأكون رامي نفسي في نهر سقر العظيم.. ضحك (حيِّزَر) ثم قال:
- اركبلك عبَّاره أسهل.. ضحكوا جميعاً، ثم فتح (مطحون) الدومينو وبدأ في فردها، ثم تناول سبع قطع وفعل (محدود) المثل، ونظرا لـ(حيِّزَر) فقال:
- لا أنتم عارفين مليش في الدومنة الشيطاني.. ابتسما وبدآ يلعبا، وجاء الساقي بالشيشة ووضعها أمام (حيِّزَر) الذي تناول مبسمها وأخذ يستنشق الدخان مستمتعاً.. كانت هناك جموع في الداخل، يلتفون أمام بلورة زرقاء تلمع فيها صورة بالأسود والأحمر، لرجل يلقي خطاباً، تعالى الصياح الغاضب قبل أن تتغير صورة الرجل لتظهر صورة لمدبح كرة، فهلل الحضور وجلسوا وكأن على رؤوسهم الخفافيش.. تعالى الصوت الخارج من البلورة يقول:
- والكورة مع (فرام) بصاها لــ(الأعور) في نص المدبح، رقص الأول.. والتاني.. وهوبااااا يااااااه جت في العارضة... تفاعل الجلوس مع الصياح، مما أثار ضيق (حيِّزَر) فقال:
- هو هيصة هنا وهيصة في البيت وهيصة في الشغل.. يعني الواحد يروح فين بس؟! ابتسم (مطحون) وقال: - يا عم حد طايل يبقى عنده بيت.. قهقه (حيِّزَر) وقال:
- احسدونا بقى يا زومبي.. ضحك (محدود الدم) وقال: - تعرف يا واد يا (حيِّزَر) أنا في بت جارتنا عندي استعداد أطعن نفسي بخنجر فضة بس أجوزها.. - مش للدرجة دي يا عم.. هى حلوة؟
- أحلى من النداهة ذات نفسها..
- يخرب أنيابك.. طب إيه اللي مانعك؟ - ما أنت عارف اللي فيها.. الواحد جيبه مخروم.. والزلاليط بتنزل منه زي الشلال.. ضحك (حيِّزَر) وقال في ثقة:
- أنا هخلصلك الموضوع ده.. تعالى صياح تلك الجموع ثم خمد وتعالى الصوت الخارج من البلورة يقول: - ياااااااااه على الكورة اللي فاتت... جون مستحق للشياطين الحمر بس مشعل الراية حسبها تسلل.....
غداً الجزء الثاني من الزيارة
حمادة زيدان

What next?

You can also bookmark this post using your favorite bookmarking service:

Related Posts by Categories