جريدة الصباح العربي ترحب بالزوار ... أنتم الآن في بيت المدّونين ... هنا الجروب الرسمي للجريدة على الفيس بوك .... لو عاوز تنشر معانا كل اللى عليك تبعت قصتك أو المقالة بتاعتك في رسالة على الميل أنتظرونا قريباً بالأسواق
الاثنين، 1 يونيو 2009

مسابقة القصة القصيرة  

هكذا عشقتها

قصة قصيرة
عبد الله العباسي

تعودت أن اسمعها .. ألحنها .. أؤلفها .. اعزفها.. وحتى أن أتغنى بها .. لقد تعودت أن أعيش فيها.. معها.. منها.. لدرجة انه صار يخيل لي أني لا أستطيع أن أحيا من دونها ..

معزوفة لا طالما سمعتها وتعودت عليها وصارت جزءا لا يتجزأ مني .. انسجم معها أحيانا فأحس بحالة توحد معها تبعدني عن مؤثرات الحياة الخارجية .. أحس أني في شرنقتي الخاصة .. في عالمي الخاص .. مملكتي المهجورة .. التي لا يستطيع أحدا الوصل لها غيري .. أصبح في حالة توحد تفصلني عن كل ما يحيط بي ..

ترنيمة لا طالما ما عشت فيها وأحسستها حتى أدمنتها .. أصبحت الآن لا أستطيع العيش من غيرها .. ولا أستطيع أن أحاول أن أتعايش مع غيرها .. إنها أنا وأنا هي !!

كانت هذه حالتي حتى التقيتها .. فأخرجتني من مملكتي .. ودعتني إلى مملكتها .. لكي أصبح ملكها .. وتصبح هي ملكتي .. غزتني وغزت مملكتي بعنفوانها وثقتها .. ولم استطع أن أقاوم براءتها ورقتها .. بل أنني ساعدتها .. تركتها ولم امنعها .. لعلها تنسيني هذه المعزوفة .. لعلها تخلصني من إدماني .. لعلها تخرجني للأبد من توحدي .. تمنيت أن أغير ولو نوتة واحده من هذه المعزوفة لتصبح مليئة بالسعادة ..مفعمة بالحياة

ولكن .. هيهات هيهات .. نسيت أني أعيش في دنيا لا يستطيع فيها المرء أن يحصل على كل ما يشتهي ولا أن يصل لمبتغاه بكل سهوله كما تصورتها .. وليست كما تخيلتها

ولكن .. في وجودها معي .. أجد الدنيا في ابسط صورها وفي أسهل سبلها وفي أجمل حليها .. هكذا عشقتها !!

تركتها لتصبح قائدة الاوركسترا الخاصة بي .. والتي لم يسمع عزفها غيرها .. لعلها تصلح أخطائها .. وتلملم ما تبعثر من معزوفاتها .. لتعلنها في معزوفة واحده !!

سمحت لها أن تجتاحني .. لتصبح أغلى وأنفس ما يخصني .. ولتصبح اثمن لي من دمي .. ولا اريد من غيرها ان يحبني !!

ولكني ..!!

استيقظت من أحلامي الوردية .. على أقسى هديه .. وجدتها قد أضافت إليها بعضا من معزوفاتها وأعادت نثرها .. لتعلنها ترنيمة جديدة .. من ترانيمي الخاصة ..

عدت لعزفها مجددا .. لأجد نفسي قد أتقنت عزفها عن ذي قبل وزاد عشقي لها .. حتى صرت أصبح وأمسي أتغنى بها .. وأيقنت أني لن أستطيع العيش من غيرها ..

أستطيع أن أحسها .. ولكنني لا أستطيع أن أصفها .. وربما لا أريد أن أجيد في عزفها .. لكي لا يستطيع أحدا فهمها .. وأكاد أن اجزم أن لا أحدا غيرها .. سيجيد فهم شفراتها .. وفك أغمض طلاسمها !!

والآن يمكنني أن أعلن عن وجودها .. وأعلن عن اعتزازي وفخري بها .. أعلنها بأصعب صورها .. وأقسى أحاسيسها .. وأدق تفاصيلها .. لتنفرد في وجودها .. ولتكون أكبر أخواتها وأحكم صديقاتها !!

- هكذا عشقتها-

>>> ترانيم الوحدة <<<

تمت

What next?

You can also bookmark this post using your favorite bookmarking service:

Related Posts by Categories