جريدة الصباح العربي ترحب بالزوار ... أنتم الآن في بيت المدّونين ... هنا الجروب الرسمي للجريدة على الفيس بوك .... لو عاوز تنشر معانا كل اللى عليك تبعت قصتك أو المقالة بتاعتك في رسالة على الميل أنتظرونا قريباً بالأسواق
الاثنين، 1 يونيو 2009

مسابقة القصة القصيرة  

قلب ضعيف
قصة قصيرة

sky angle

أصابني الذهول وجحظت عيناي وأحمر وجهي فانسال من عليه العرق وكأنه نهر جاري إنهارت قواي لم أستطع الحكم في أعصاب جسدي بأكمله من القلق والإضطراب .

قلت بصوت خافت مندهشاً : أيها الطبيب كيف هذا وأنا لا زلت شاباً في عقدي الثلاثون وكنت ازاول الرياضة بإستمرار ولم أتناول أي شئ كالسجائر أو غيرها.....؟

فهز الطبيب رأسه قائلاً : لكن تلك إرادة الله

فألتزمت الصمت لحظة وبعدها قلت : إذاً وما عليّ فعله الأن ...؟

فقال : من الآن يجب أن لا تنفعل ولا تبذل مجهوداً عالياً أو عضلياً فحتي الرياضة الآن قد تكون في حالتك هذه مضره لأن قلبك ضعيف جداً فهو حتي لا يتحمل إجراء الجراحة ...

فنهضت منزعجاً صارخاً :كيف وماذا عن الزواج فلقد أنهيت إعدادات مراسم زواجي مؤخراً بعد طول إنتظار دام سنوات وقد تحدد ميعاد حفل الزواج بعد إسبوع بعد الأن ..

في تلك اللحظة شردت بعقلي وتذكرت الأوقات الجميلة ورأيتها تمر أمام عيني وخطيبتي الرقيقة تشاطرني تلك الأوقات وهي معي في لحظات الحزن والفرح والحب والغضب وفي وقت الخصام حتي المشادات التي صارت بيننا تذكرتها بأكمها وحين كنا نشتري حاجيات الفرح وأثاث المنزل كان دائماً لا يعجبها ذوقي لكنها كانت محقه ..

فحين نشتري قطعة جديده من الأثاث نتشاجر دائما هي تريد شكلا حديثاً وأنا دائما أميل إلي الأشكال الكلاسيكيه القديمه فأنا أشعر فيها بالأصالة والتاريخ لكن في النهاية أرضخ لإختيارها بعد أن تقنعني بحجتها ودبلوماسيتها الرائعة وفي النهاية أجد أن بالفعل إختيارها هو الأفضل ..

كانت حنونه دائما في كلامها لم تستخدم معي أبدا الإجبار او المساومة بل كانت تتخذ دائماً أسلوب الإقناع.......

إزدادت ضربات قلبي وبدأت أشعر بضيقٍ في التنفس ووجهي ظهر عليه الشحوب فلاح الطبيب ذالك فقال : أرجوك لا تفعل بنفسك ذالك فهذا قضاء الله وغضبك الأن ليس بمصلحتك..

فقلت : ونعم بالله لكن ماذا كنت تتوقع أن أفعل..؟ أن لا أهتم أو أستقبل كلامك وكأنك تحدثني عن شخص أخر ؟ وماذا عن خطيبتي التي تنتظرني بالخارج قلقة تريد الأن لو أن تقتحم الغرفة لتطمئن عليّ مما حدث لي فجأة ..........؟

أتنتظر مني أن أخرج لها مبتسماً وأقول لها أننا لن نتزوج ...؟ أم أني قد أموت في أي لحظة ..؟

أيها الطبيب أنت لا تعلم كم كنا ننتظر هذا اليوم منذ خمس أعوام وحين يأتي أقول لها أسف سنلغي الزواج ...! لا أستطيع فعل ذالك.

فقال: إذا دعني أن أفعل هذا ...

فنهضت فزعاً : كلا أرجوك لا تفعل . فأنت لا تدرك كم هي تحبني ..؟

فقال : إذاً الأمر لك لكن لا أعتقد أنك ستجازف بحياتك أو تخدعها ..

فقلت : أخدعها كيف ..؟ وأنا لم أكذب عليها قط ..

فقال : إذاً تناول هذا العلاج بدأ من اليوم ولا أنصحك بالقيادة أو الإنفعال أو المجهود الكبير وإذا شعرت بأي شيء فتتوجه لأقرب مشفي وتجعلهم يتصلون بي علي الفور.......

نهضت واقفاً وأنا لا أستطيع بافعل الحرك ولو خطوة واحده وتناولت من يده الورقة التي كتب فيها العلاج

قائلاً : شكرا لك أيها الطبيب

فقال : دعك من هذا الحزن وأتركها لله .......

وما أن خرجت من غرفة الطبيب إلا ونهضت الفتاة الجميله من مقعدها بعد طول إنتظار وعلى وجهها ظهرت علامات الإضطراب والفزع وأسرعت نحوي وهي

تقول : طمني ماذا قال الطبيب

ماذا بك لماذا وجهك شاحباً هكذا وتتصبب عرقاً أخبرني ماذا قال ؟

فارتسمت علي وجهه أبتسامه خفيفه لكى تهدئ من روعها قيلاً وقلت لا تقلقى حبيبتي سأخبرك لكن دعينا نغادر من هنا ونذهب إلي مكاننا المفضل فأنا أرغب أن أراه الأن .

كنا نجلس معاً في مقعد واحد يقع علي كورنيش النيل لم نغيره ابداً والغريب أنه كلما ذهبنا هناك نجده شاغراً رغم أني لو مررت عليه وحدى أجد أخرون يجلسون عليه .....

ما أنا وصلنا إلي المكان فأمسكت بيدها وتوجهنا إلي المقعد لم نجده شاغراً فأبتسمت وقلت إذاً فتلك النهاية .

فتعجبت من قولي وقالت ما هذا أول مرة نأتي فيها ونجد أحداً يجلس علي مقعدنا منذ خمس سنوات فلماذا تبتسم ..؟

فقت لها : لا عليك دعينا نجلس في المقعد التالي هذا

فقالت : لكني أحب أن أجلس دائما علي مقعدنا هذا.

فقلت: إذاً وماذا تريدين أن أفعل ءأطردهما من المكان وأجعلهما يتركا المقعد دعيهما يصنعا لكليهما بعض الذكريات .

جلسنا علي المقعد الأخر وأخذت أنظر إلي وجهها أتأمل ملامحة وأدقق فيه لتذكر كل جزء منه في ذات الوقت لم أترك يديها وفيما بيننا الصمت .

فقالت لي: ماذا بك لماذا تتصب عرقاً بغزارة هكذا ماذا أصابك ألن تخبرني ماذا قال لك الطبيب ..؟

لماذا يداك باردتان لهذه الدرجه أخبرني ماذا بك ؟

فقلت : حبيبتي أتعلمين عني أني كذبت عليك ،أو خبئت عنك شيئاً .

فقالت : لا

حينها أنحصرت في عيني دموعاً تصارع مع الجفون لتخرج حينها تذكرت أول لقاء في هذا المكان بكامل تفاصيله عندئذ إزداد جسدي بروداً وضربات قلبي أيضاً وبدأت ألهث وكأني أجري شئ مجهول وشعرت بصعوبه في التنفس

وما أن سقطت الدمعه سقط معها جسدي علي كتفها وتوقف قلبي الضعيف عن الخفقان .
تمت

What next?

You can also bookmark this post using your favorite bookmarking service:

Related Posts by Categories