جريدة الصباح العربي ترحب بالزوار ... أنتم الآن في بيت المدّونين ... هنا الجروب الرسمي للجريدة على الفيس بوك .... لو عاوز تنشر معانا كل اللى عليك تبعت قصتك أو المقالة بتاعتك في رسالة على الميل أنتظرونا قريباً بالأسواق
الاثنين، 22 يونيو 2009

حشو منابر  

كتبت
انتصار طايل
أيها السادة القُراء
هل انتم موافقون على حال خطبة الجمعة الإسلامية فى كل مكان !؟ وقد بات معظمها حشو منابر والسلام !!!
ماهى حالتك وانت جالس على بساط المسجد ؟ , كم تملك من اليقظة والإنتباه ساعة الجمعة ؟ , وكم مرة حصلت على النفع والإفادة مما تلقيت وسمعت من الخطيب ؟ وهل بلغ الخطيب مبلغه من قضية معاصرة أوجب حلها واستعرض نقاشها وتحليلاتها ؟! فوجدت عنده ضالتك!؟
عزيزى القارىء :
هل خطيب الجمعة يخدم رسالته المرجوه ويؤديها للمجتمع الإسلامى فى مسجد المدينة او القرية والصعيد او الحاره ؟ وهل وصل خطيبنا الإسلامى الى قلب الحياة المعاصرة بمشاكلها الحالية ووضع إصبع خطابه على كل جُرج يعانيه المجتمع ؟ أم انه لازال يعيش فى قالبه ويُعيِّشُنا فى فُصحاه المحفوظة عن ظهر قلب وتكاد تتشابه جميعها على لسان كل خطيب من الخليج الى المحيط ومن النيل الى الفرات ؟
هل انت ترى خطبة الجمعة باتت موروث عقائدى وطقس من طقوس يوم الجمعة المُكمل للشعائر والتى باتت تُمثل عبأ على خطيب "فاكك الخط" او غير مُلم أو مستشيخ عمة يتقاضى أجراً عما يطرشه للسامعين سواء كان ذا فائدة من عدمه !, وقد تجد صاحب مسجد اضطر للإستعانة بمن لا يتوفر فيه القدرة للصعود الى منبر الخطابة إلا لمجرد ملأ منبر مسجد يفتقد الى إمام او خطيب مما يجعل الأمر موكلاً حتى لشاب فى حيز التجربة الخطابية والذى يتحمل مشقة تحضيرها ثم يعيد كرتَها كل شهور وما خَطبَه قديماً يظل رصيداً مُكرراً يحفظه لإعادة طفحه على مسامع وُضِعَت عليها أقفال الشرود وعدم الإكتراث
فلا تشويق ولا جازبية لخطبة الجمعة
هل باتت خطبة الجمعة مضيعة للوقت مع جمهور بعضهم شارد الذهن والبعض يتثاءب (يتتاوب)ويغلبه النوم قاعدا أمام خطيب ينثر حديثاً غير ذى قيمة ؟
وكم مرة صادفت جمعة لها خطيب فارس الخطابة أثَّر فى الحضور وأبكى الكثير منهم واهتزت مشاعرهم يتحسسون التوبة واللحاق بالعمل الصالح أو وجدت فى خطبته حلاً ومناقشة طيبة لمشكلة اجتماعية تخصك وفتح الخطيب معاقلها ونكشها أمام الجميع فتنعكش ضمير الحاضرين ألما من أثر الخطاب ؟
كم اصبح نسبة الذين يتخلفون عن حضور الخطبة بالقصد والعمد ويفضلون الحضور فى الدقائق الأخيرة مع التكبير للصلاه لاختصار وقت الخطبة المُمِل ؟
العالم الإسلامى يمتلك بوق إعلامى كبير وخطير ومن شأنه ان يؤثر ويُغَير الكثير , ومن شأنه ان يُعيد بناء الهيكل الإسلامى المفقود , إنه خطبة الجمعة
المساجد الإسلامية تنتشر حول العالم وفى كل القارات والمآذن تعتلى رُبَى فضاءات العالم من امريكا لأوروبا وآسيا واستراليا وافريقيا
ما أود الحديث عنه هو خطبة جمعه يتجمهر حولها المسلمون من شتى بقاع الأرض , والحقيقة ان خطبة الجمعة فى عالمنا الإسلامى لم تؤد ِ دورها المرجو حتى الآن
إذا تجولت بخطبة الجمعة من مشارق الأرض الى مغاربها بين المسلمين المتكلمين العربية ومادون ذلك فإنك سترى القاعدة واحدة وان معظم الخطباء سيان وانها عادة ببغائية يطرش فيها الخطيب نفس الكلام والعظة الباهتة و بدايتها تتشابه مثلاً " بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المسلمين سيدنا محمد ..... الخ , أما بعد فيا أيها المسلمون أوصيكم ونفسى بتقوى الله وما الى ذلك من العبارات التى حفظناها عن ظهر قلب "ْ إلى ان يختم بالدعاء " اللهم وفق رئيس جمهوريتنا أو " ملكنا أو أميرنا واللهم انصر اخواننا المسلمين فى الشيشان وافغانستان وفلسطين والعراق وووو,,,,,,,,, الخ
وهكذا شكر الله سعى كل خطيب نام فى خطبته 60 % من الحضور ولم يوقظهم الا نداء المُكبر للصلاه والباقى سرحان فى مشاكل عائلية وأعباء إجتماعية والبعض يفكر ماذا سيشترى لعائلته من غداء وهو عائد الى البيت , هل يشترى بطيخه وجبنه ؟ أم نص كيلو لحم ومكرونه وطماطم وحزمتين جرجير للسلطه !!!؟
كيف نغفل عن دور خطبة الجمعة الكبير وتأثيره على المجتمع الإسلامى ؟ وكيف نسمح لكل خطيب ان يبيت ليلته مستحضرا كتاب يلتقم منه جزء ليطرشه على الحضور وبلغة ثقيلة على مسامعه ,طريقة القىء بلا تشويق ولا غرس فى النفس ولا تأثير
لماذا لا يتقرب الخطيب الى منصتيه باللهجة العامية التى يفهمها الجميع جاهل ومثقف ؟
أيها الخطباء لقد بات الفساد ينهش فى الكون , ألا يذكركم الشارع الذى تسيرون فيه قاصدين المساجد لصلاة الجمعة انه يترصَّع بالمنحرفين ومتسكعى الطرق من الشباب الضائع المُخدَّر والشباب الجالس على المقاهى يسمع آذان الجمعة ولا ينهض من مكانه , لماذا لا تتكلموا عن هذا الشباب وتحرشهم بالفتيات ومضايقاتهن بألفاظ وتلامسات تستحى لها الأذن وتبغضها الاخلاق لمن هى مثل اخته وما خدش حياءها اليوم بألفاظ قذرة ستُخدش بها أخته أيضاً بالضرورة (داين تُدان)ْ
لماذا لا تُعَقِّبون بالفتوى والفقه على أزمة مجتمعية خطيرة مثل المخدرات وكيف باتت كالمظلة يتخذها الغالبية كحماية او مهرب من اعباء وثقل الحياه ؟
أيها الخطباء تكلموا عن أزمات المجتمع العربى كله وليس الاسلامى فحسب تكلموا عن كثرة حالات الطلاق فى المجتمع الإسلامى والعربى وكيف اصبح الطلاق (تفَّه فى بُق كل رجل ),وآفة تأكل الحياة الزوجية بكل سهوله وحالات الطلاق تقع على اتفه الأسباب فكل الزوجات يرسلن أزواجهن الى مساجدكم , قوموا بتقويمهم وإرجاعهم لعائلاتهم صافيين النفس تائبين فاتحين صفحات جديدة (بفعل تأثير خطابكم )ْ
ناقشوا مشاكل الجيل وانحرافاته فإننا نحن الأمهات نرسل لكم ابناءنا الى مساجدكم للإفادة والوازع الدينى
تكلموا عن المشاحنات والشجار وكيف التهما التعاملات الإنسانية واصبح وحش الضجر والضيق يسكن فى كل نفس لا تطق الأخرى فى الحياة الأسرية والشارع والعمل , ناقشوا ضعف الإرادة والسيطرة ومن أين جاء الإختناق على اتفه الأسباب وكيف اصبح الناس يتشاجرون فى السوق والمواصلات والشارع والبيت والعمل وكيف أدى التشاحن الى مجتمع عصبى غير فعال وكيف أرجىء الإبتكار والإبداع وانغمسنا فى التخلف أكثر فأكثر , وكيف ان مجتمعنا العصبى المعاصر أنتج لنا أجيال همجية (مُحجبه شكل وصوره وشاب ملتحى بذقن شكل وصوره ) ولم يعد الدين الا مجرد شكل فى هيئة عمه او لحيه او حجاب او نقاب , لا أحد يهتم بجوهر الدين واخلاقه وانما الدين المعامله
هذه الأجيال الغير خلاقه والغير مُكترثة للإستماع والتفكر والإنتاج " ظاهره فيه الرحمة وباطنه العذاب)
هل اصبح المسلمون اليوم صالحين ولم يتبقى لصلاحهم المُطلق إلا الذقن او الحجاب او النقاب وهى الدرجة الأخيرة للحصول على عشرة من عشرة لضمان الجنة ؟
ماهذا الهراء ؟
البعض يطلقون لحيتهم من ناحية ويطلقون غباوتهم واحتيالهم على المجتمع من ناحية اخرى وكثير الفتيات يرتدين النقاب وهن غير ملتزمات بالمعاملة الحسنة والإنصات المهذب بل تسمع بعض المنقبات(يفرشن لك الملاية)ْويضيقن على غيرهن الطريق
يا خطيب الجمعة فى كل مكان
لماذا لا تقترب من حياة الشاب المسلم وتلامس قضاياه يوم الجمعة؟
انت ترُخ كالمطر الأحاديث النبوية والسيرة السلفية التى حتى لم تُبسطها الى فهم انسان العامية
اين انت من الشاب المراهق ؟ صاحب السن الحرجة التى يتصارع فيها التكوين الشخصى للشاب وفيها يستعد لملاقاة مشوار كفاح وعناء وشقاء ويحتاج كثيرا الى وازع دينى يهديه وخاصة ان وقت الشباب أصبح منهوب على الانترنت وقنوات الترفيه الفضائية بحيث يهرب الشاب من البرامج الدينية والفقهية المُملة , بل يتكدر من روتينها الفُصحِى الفصيح ولا أدرى لماذا لا يتم تبسيط هذه البرامج بالعامية "لغة بين اليدين", تكلموا فى الخطبة باللغة العامية المألوفة لكل بلد حتى يستسيغ السامع الخطاب ويروق له
خاطبوا الناس بقدر عقولهم
لماذا لا تتحدث الى المرأة وان كانت غائبة عن الجُمعة فاسمع بها رجالها ؟
ْ( الأم - الإبنة - الزوجة - الحماه )ْ
كيف تغفلهم خطبة الجمعة ؟, هؤلاء يعانين من قضايا كثيرة منها الاضطهاد الذكورى الم يقل الرسول "استوصوا بالنساء خيرا " ؟ استفض ايها الخطيب فى شرح هذا الحديث , استوصى فى خطبتك الرجال بهن - حاولوا ان تساعدوا المجتمع ولا تستهنوا بحجم خطبة الجمعة الكبير الذى يمكن ان ينتشل المجتمع من الكثير من السلبيات
وأخيراً أختم وأقول
ان كل خطيب وإمام مسجد يجب ان يكون كرسول يُبَلغ فى كل جمعة رسالة قوية تهتز لها المشاعر وتلين لها القلوب وتضاف حسناتها فى ميزان حسناته .

What next?

You can also bookmark this post using your favorite bookmarking service:

Related Posts by Categories



1 التعليقات: to “ حشو منابر